الملكية لحماية الطبيعة : الاستقلال مناسبة تذكرنا بتضحيات الاجداد وتدفعنا للعمل والبناء

0

تُشارك الجمعية الملكية لحماية الطبيعة الأردنيين احتفالاتهم بذكرى الاستقلال المجيد، وفي حين تُطل علينا هذه المناسبة الغالية التي نعتز بها جميعا، ترفعُ الجمعية إلى مقام صاحب الجلالةِ الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، أسمى آيات التهنئة والتبريك بهذه المُناسبة العزيزة على قلب كل أردني.
وبهذا اليوم الأَشم تستذكرُ الجمعية تضحيات الآباء والأجداد الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل الوطن، وتُؤكد أن الاستقلال مناسبة لتقديم المزيد والعمل والبناء والمضي قدماً في مسيرة النماء.
وشكلت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة ومنذ تأسيسها في العام ١٩٦٦ لَبِنةً في بناء الوطن، وصفحة في كتابه المشرق، وهي تسجل الانجازات الواحد تلو الآخر، مدفوعة بدعم ملكي لا محدود، وإرادة سياسية من أعلى المستويات، وبمحبة الأردنيين لإرثهم الطبيعي وحرص الجمعية والقائمين عليها على الكنوز الطبيعية التي حباها الله للوطن.
مرت المملكة ومنذ عهد الاستقلال قبل ٧٧ عاما بالكثير من التحديات، إلا أنها وبقيادتها الحكيمة وبعزيمة أبنائها عبرت بالوطن نحو العلياء، وحلقت في سماء المجد بكل الحقول لا سيما البيئية والتي أصبحت اليوم المملكة من الدول الرائدة في حماية البيئة وصون الطبيعة.
و سطر عهد الاستقلال مرحلة جديدة في بناء مؤسسات الوطن يمجهود وطني أردني خالص، فكانت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة إحدى هذه المؤسسات، حيث تداعى مجموعة من الغيارى على الوطن وإرثه العظيم لتأسيس الجمعية، ليكتبوا أولى السطور على صفحاتها التي امتدت إلى اليوم.
وحظيت الجمعية بدعم ملكي من جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه، ومن ثم جلالة الملك عبدالله الثاني من خلال زياراته وحرصه على تقديم كل الدعم للجمعية، وشكل هذه الدعم الملكي دفعة معنوية للجمعية ومحبي الطبيعة في الأردن.
وتحظى الجمعية بتفويض من الحكومة الأردنية للقيام بمسؤولية حماية الحياة البرية والتنوع الحيوي وإدارة المحميات في كافة مناطق المملكة، وتعتبر الجمعية من أولى المؤسسات التي تتمتع بهذا التفويض على مستوى المنطقة، وتوجت الجمعية جهودها الوطنية بعد أن تكريمها بوسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى تقديراً لجهودها في حماية الطبيعة.
وبمناسبة عيد الاستقلال قال مدير عام الجمعية السيد فادي الناصر، “أن الجمعية وموظفيها يرفعون لمقام حضرة صاحب جلالة الملك السامي عبدالله الثاني وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله اسمي آيات التهنئة والعرفان بهذه المناسبة العزيزة على قلوب الجميع داعين المولى عز وجل أن يحفظ قائد البلاد والوطن وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان”.
وبين الناصر أن الجمعية وحين تنظر إلى سنوات عمرها لتشعر بالاعتزاز بإنجازاتها التي تحققت والتي استندت إلى استقلال وطننا وسيادته على أرضه وهو ما منح الجميع الحافز لبناء الوطن وتأسيسه ووضع اللبنة فوق الأخرى لإعلاء البنيان في كل مكان.
وقال الناصر، إن الجمعية استلهمت من قصة الاستقلال دروس العزيمة والإصرار بسعيها المتواصل إلى تحقيق هدفها السامي، الذي تبلور في سلسلة من برامج و مشاريع حماية الطبيعة منذ بداية مرحلة إنشاء محمية الشومري للأحياء البرية عام 1975 بمساحة 21 كم مربع، إلى مرحلة وجود شبكة وطنية للمناطق المحمية في المملكة عام 2023 بمساحة تقدّر بـ 4650 كم مربع أي ما يشكل نسبة 5.2% من المساحة الكلية للمملكة، ووجود عشرة محميات طبعية منها تحت إدارة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة.

ويعمل بها أكثر من 300 موظف موزعين على محافظات المملكة بالإضافة الى العديد من الأُسر التي تعتمد بشكل موسمي أو غير مباشر على الجمعية لتكون استثماراً مستداماً حيث ما وجدت المحميات.
وبين أن أدوار الجمعية تعددت في المجتمع، حيث أسهمت في نشر الوعي بين الجيل الجديد، وأسست العام 1986 أول نادٍ لحماية الطبيعة في المدارس الحكومية، لزيادة وعي الطلاب بقضايا حماية الطبيعة، وإشراكهم بهذه البرامج، ووصل عدد أندية حماية الطبيعة إلى ألف ناد، كما شاركت الجمعية في إنضاج عدد من التشريعات اللازمة التي أسهمت في حماية الطبيعة والتنوع الحيوي وحماية الغابات وتنظيم الصيد وتأسيس الإدارة الملكية لحماية البيئة والسياحة.
وشدد ان الجمعية سطرت نموذجاً فريداً في دعم وتمكين المجتمعات المحلية، من خلال البرامج الاجتماعية والاقتصادية، التي يعمل بها سكان المجتمع المحلي وخاصة السيدات، بالإضافةِ إلى برامج السياحة التجريبية، التي شكلت دخلا إضافيا للأسر المحيطة بالمحميات بالإضافة إلى دعم المجتمعات المحلية وتمكينهم بإنشاء سياحة رفيقة بالبيئة في محيط المحميات.