موضة “كلّش زين”.. ما سبب رواج اللهجة العراقية في أغاني 2018؟

موضة "كلّش زين".. ما سبب رواج اللهجة العراقية في أغاني 2018؟

0

جذنبي هذا المقال الذي طالعته في احدى الصحف الخليجية  والتي ابتدائها  كاتب المقال بكلمات “كلّش” و”هواية” و”خوش”، كلمات من اللهجة العراقية وجدت لنفسها مكاناً في دفاتر المؤلّفين الموسيقيين، كما حجزت ألحان بلاد الرافدين لنفسها مكاناً بين درجات السلم الموسيقي وألحان الأغنية العربية الحديثة.

ففي الآونة الأخيرة، أصبح الفن العراقي مفضّلاً لدى كثير من العرب وحتى الأجانب، لا سيما أن نجومه الشباب تميّزوا في طريقة تقديم أغاني بلادهم، في محاولة لتعريف العالم العربي بلهجتهم الباسقة بمفرداتها.

وتميز نجوم الفن العراقي في تقديم صورة عن ثقافتهم الفنية، والمخزون الكبير من الكلمات والألحان التي لامست قلوب ومشاعر الملايين من محبّي اللهجة العراقية.

هذا الاستناج لم يأتِ اعتباطاً؛ إنما بناءً على معطيات أظهرتها مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة منصة “يوتيوب”، التي احتلّت فيها الأغنية العراقية صدارة الأغاني الأكثر مشاهدة خلال العام الجاري.

فلا تكاد تخلو مواقع التواصل من مقاطع لأغانٍ عراقية يتم تداولها بين جمهور الشباب العربي، في وقت ينجذب الملايين إلى جمال الكلمة العراقية وعذب ألحانها الحدثية.

ملايين المشاهدات
“محبوب العرب” الحاصل على لقب “عرب آيدول” لعام 2013، الفنان الفلسطيني محمد عساف، كان للّهجة العراقية نصيب من سجلّه الحديث في أغنية أطلقها مؤخراً حملت اسم “مكانك خالي”.

الأغنية التي حصدت 16 مليون مشاهدة منذ إنتاجها، منتصف سبتمبر الماضي، استقطبت إعجاب الملايين من العرب، خاصة أن جمهوره اعتاد عليه في غناء اللجهة اللبنانية والخليجية والفلسطينية.

وفي مؤتمر صحفي عقب إصدار الأغنية، قال عساف: “أغنّي اللهجة العراقية لأنني أعشقها أولاً، ولأن هذا اللون تحديداً يحرّك مشاعري ويجعلني أغنّي من صميم قلبي، وهو ما سيلمسه الجمهور فور سماعه الأغنية”.

وتعتبر أغنية “مكانك خالي” التجربة الثانية لعساف في غناء اللون العراقي، وهي من ألحان علي صابر، وكلمات رامي العبودي، وتوزيع عثمان عبود.

وعلى ألحان علي صابر، التي أخذت نغماً عراقياً، غنّى الفنان الإماراتي حسين الجسمي “إجا (جاء) الليل”، متأثراً باللهجة العراقية، التي أخذها من كلمات المؤلف “ضياء الميالي”.

الأغنية التي صدرت في 12 نوفمبر الجاري، وخلال 5 أيام من نشرها على منصة “يوتيوب”، حصدت قرابة مليون ونصف المليون مشاهدة، في حين تغنّى محبّو الأغنية بطريقة الجسمي وإتقانه اللهجة العراقية.

وانطلاقاً من المثل القائل “أعطِ الخبز لخبّازه”، برع أهل الدار وأصحاب اللهجة في تقديم أعمالهم الغنائية وجذب مئات الملايين من المعجبين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

واحد من هؤلاء الفنان العراقي “نور الزين”، الذي تميّز بطريقته الخاصة في أغانيه باللهجة العراقية، التي تلاقي رواجاً وانتشاراً سريعاً فور تحميلها على “يوتيوب”.

فالفنان العراقي اشتهر بأغانيه التي لحّن جزءاً كبيراً منها، وحصدت ملايين المشاهدات، ومنها: “قافل” 190 مليون مشاهدة خلال 6 أشهر فقط، و”يدك بالراس” التي شاهدها 268 مليون شخص في 10 أشهر.

و”نور الزين” الذي يتابعه 720 ألف شخص على تطبيق “إنستغرام”، جذب إليه الفنان اللبناني ملحم زين بأغنية مشتركة باللهجة العراقية، حملت اسم “الله عليك”، وحصدت 5.5 مليون مشاهدة في أسبوع واحد.

وفي العراق أيضاً، احتلّ الثلاثي الموهوب؛ علي جاسم، ومحمود التركي، ومصطفى العبد الله، منصّات التواصل في أغنيتهم “تعال يا ابن الحلال”، والتي شاهدها 229 مليون شخص خلال 4 أشهر فقط.

نجاح خلقه إعجاب باللهجة
هذه الأرقام ونسب المشاهدة العالية تدفع إلى السؤال عن أسباب انتشار اللهجة العراقية وانجذاب المغنّين والملحّنين لها، خاصة خلال السنوات القليلة الماضية، التي أصبحت فيها الأحبّ إلى قلب الشعب العربي لحدٍّ كبير.

ومعظم الفنانين العرب يُصدرون بشكل سنوي ألبومات وأعمالاً فنية منفردة، ومن باب التنوّع يحاولون اختيار أكثر من لهجة حتى تتمكّن من تحقيق النجاح واستقطاب الجمهور.

وهذا السبب يتزامن مع الفترة التي ظهرت فيها أغنيات اللهجة العراقية بكثافة، حيث إن مطربي الجيل الجديد ينطلقون في اختيار أعمالهم الفنية من قاعدة الألحان والكلمات التي ينجذب لها الجمهور.

وبالفعل فإن نجاح المغنّين العراقيين أنفسهم في نشر لهجتهم جذب المغنّين العرب، انطلاقاً من النسب العالية التي تحقّقها مشاهدات الجمهور العربي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

أما فنانو العراق فهم يذهبون إلى غناء هذا اللون إيماناً منهم بأهمية إبراز لهجتهم وتعريف الجمهور العربي بمصطلحاتها.

وفي هذا الصدد يقول الفنان العراقي همام إبراهيم، في حوار مع “كتابات” الفنية: “أنا مواطن عراقي، أحمل على عاتقي مهمة إيصال الأغنية العراقية لأكبر شريحة من الجمهور العربي والغربي”.

ويضيف: “أنا أحترم لهجتي وأعتزّ بها، لكن هذا لا يمنع أنني سأغنّي في المستقبل القريب لهجات عربية مختلفة، كما أنني من أوائل الفنانين العراقيين أبناء جيلي الذين غنّوا بلهجة أخرى”.

ويبدو أن سرّ اللهجة العراقية ومحبّة الناس لها يكمن في رقيّ التعابير، والاختيار المناسب للكلمات، مع لحن الشجن والإيقاع المقرّب إلى أذن المستمع، وهو ما جعلها تُنافس وتتفوّق.